تقرير رقم (426) أهلاً بالعالم الأبعاد الثقافية، والاقتصادية لاستضافة كأس العالم
1 مارس 2025

:تمهيد
:المحتويات
:الملخص التنفيذي
بمناسبة فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034م يتناول هذا التقرير الأبعاد الثقافية، والاقتصادية لهذا الحدث الاستثنائي استنادًا إلى ندوة عقدها ملتقى (أسبار) عبر الإنترنت (Webinar) بتاريخ 30 ديسمبر 2024م؛ وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء، والمتخصصين أعضاء ملتقى أسبار.
وتطرق المحور الأول للتقرير إلى الأثر الاقتصادي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034م بالإشارة إلى أن الرياضة قد تحولت من مجرد نشاط ترفيهي إلى صناعة اقتصادية عالمية رئيسية، ويشمل الأثر الاقتصادي لهذه الصناعة العديد من القطاعات، مثل: الإعلام، والتسويق، والسياحة، والبنية التحتية؛ فاستضافة كأس العالم ستساهم في خلق فرص عمل جديدة، والاستثمار في بناء المنشآت الرياضية، وتعزيز السياحة الرياضية، كما أن استضافة المملكة للبطولة تأتي بعد إنجازات كبيرة في إطار رؤية 2030م؛ مما يقلل من تكلفة الإنفاق مقارنة بالدول التي استضافت البطولة في السابق، ومن المتوقع أن تسهم هذه الاستضافة في زيادة الإيرادات من السياحة، وتعزيز الاقتصاد السعودي نحو التنوع بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
أما المحور الثاني للتقرير؛ فقد سلط الضوء على الدورين: الثقافي، والاجتماعي الكبيرين اللذين يؤديهما كأس العالم ليس فقط؛ بوصفه حدثًا رياضيًّا؛ بل بوصفه ظاهرة عالمية تؤثر في المجتمعات على مختلف الأصعدة، وفي هذا الإطار؛ فإن كأس العالم يمثل فرصة كبيرة للمملكة العربية السعودية لعرض هويتها الثقافية، والحضارية، وتعزيز مكانتها الدولية عبر القوة الناعمة، كما تطرق المحور إلى أهمية استثمار البطولة في تنمية الثقافة الوطنية المستدامة مع تأكيد أن المملكة تعمل على تطوير بنية تحتية ثقافية، ورياضية تتماشى مع المعايير العالمية، وتضمن توفير تجربة استثنائية تجمع بين الحداثة والهوية الوطنية، وبالإضافة إلى ذلك تم استعراض الخبرات السابقة للمملكة في إدارة الحشود، وخاصة في موسم الحج التي تعد من أبرز عوامل نجاح تنظيم هذا الحدث الكبير.
وركز المحور الثالث للتقرير على المكتسبات الرياضية التي تحققها المملكة من تنظيم كأس العالم؛ ففي هذا السياق تتجلى أهمية استضافة الحدث الرياضي الأضخم على المستوى الدولي في تعزيز مكانة المملكة كداعم رئيسي للرياضة العالمية؛ فمن خلال تنظيم كأس العالم تتمكن المملكة من استعراض قدرتها الفائقة على استضافة الفعاليات الكبرى؛ بما يعزز من سمعتها الدولية، ويتيح لها فرصة ترسيخ مكانتها الاقتصادية، والسياسية، كما أن الاستعدادات التي تُبذل على صعيد البنية التحتية، والتنظيم تضمن استمرار استفادة المملكة من هذه الفعاليات في المستقبل؛ وذلك من خلال تحسين المنشآت الرياضية، وتطوير المشاريع التنموية المستدامة.
في حين تطرق المحور الرابع إلى الرسائل الثقافية، والحضارية للمملكة تزامنًا مع استضافتها لكأس العالم 2034م؛ حيث تبرز أمام المملكة فرصٌ متاحة لتعزيز التسامح، والتفاهم بين الشعوب عبر حملات إعلامية، وفعاليات ثقافية تسلط الضوء على التنوع الثقافي، والتراث السعودي، كما يمكن استثمار المناسبة لتعزيز التعاون الدولي، والابتكار في تنظيم الحدث، هذا مع إبراز التنوع الجغرافي للمملكة من خلال جولات سياحية، ومعارض ثقافية، وعلى الرغم من التحديات الإعلامية التي قد تواجهها توفر الاستضافة فرصة للإعلام السعودي لتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز صورة المملكة؛ بصفتها داعمَةً للتطور، والابتكار في المنطقة.
وأخيرًا عرض التقرير لخلاصة التوصيات التي تضمن أهمها، وهي كالآتي:
1- ضرورة أن تركز المملكة على استثمار استضافتها لكأس العالم 2034م لتحقيق أكبر قدر من العوائد الاقتصادية؛ وذلك من خلال تعزيز السياحة الرياضية، وفتح أسواق جديدة عبر حقوق البث، والرعاية، وخلق فرص استثمارية للمشروعات المتعلقة بالبنية التحتية، والمرافق السياحية، والترفيهية. كما أن من المهم الاستفادة من توافد السياح، والمشجعين من جميع أنحاء العالم لدعم الاقتصاد الوطني، وزيادة الإيرادات المحلية.
2- العمل على استثمار استضافة المملكة لكأس العالم 2034م لتعزيز القوة الناعمة للمملكة على الصعيدين: الثقافي، والاجتماعي؛ وذلك من خلال تسليط الضوء على التراث الثقافي السعودي، والتنوع الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى نشر قيم التسامح، والتفاهم بين الشعوب عبر تنظيم فعاليات ثقافية تسهم في بناء علاقات قوية بين المملكة والدول الأخرى؛ مما يعزز مكانتها العالمية كمحور رئيسي في المشهد الثقافي الدولي.
3- أهمية أن تسعى المملكة للاستفادة من تنظيم كأس العالم 2034م لتطوير الرياضة على جميع الأصعدة؛ سواءً في بنية الملاعب، والمرافق الرياضية، أو في تطوير الكوادر الوطنية في مجال الرياضة، والعمل على استثمار الحدث كنقطة انطلاق لتحفيز الشباب على المشاركة في الأنشطة الرياضية، هذا إضافة إلى تعزيز مكانة المملكة؛ بصفتها وجهة رياضية عالمية؛ مما يسهم في تطوير الرياضة المحلية، وتوسيع قاعدة المشاركة الرياضية في المستقبل.
4- الاستفادة من الخبرات المحلية في إدارة الحشود، وتنظيم الفعاليات الكبرى لضمان تنظيم متميز يعكس التنوع الثقافي، واحتياجات الجمهور المحلي، والدولي.
5- تكثيف الجهود الإعلامية لتعزيز صورة المملكة عالميًّا؛ وذلك من خلال بناء شراكات مع وسائل الإعلام العالمية، وتدريب الإعلاميين المحليين؛ وفقًا للمعايير الدولية، كما يجب التصدي للتحديات الإعلامية التي قد تواجه المملكة عبر إستراتيجيات إعلامية متكاملة تركز على تصحيح التصورات الخاطئة، وتسليط الضوء على إنجازات المملكة في مجالات حقوق الإنسان، والتنمية المستدامة، والابتكار.
لمشاهدة الندوة على الرابط الآتي: https://www.youtube.com/watch?v=NVtpxgKlF7k