رؤية المملكة العربية السعودية 2030: كيفية تحقيق اقتصاد ديناميكي ومزدهر في القرن الحادي والعشرين

بقلم: غاري وايتهيل @GaryWhitehill
بينما تصل الثورة الصناعية الرابعة إلى أقصى سرعة لها في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، فمن المهم لقادة كل من القطاعين العام والخاص أن يفهموا المنظومات والمنصات والشراكات الصحيحة الخاصة بالقرن الحادي والعشرين، التي تلزم لتصميم وتنفيذ رؤية اقتصادية وجيوسياسية شاملة تضمن عودة البلاد إلى الظهور بالشكل الملائم كقوة عالمية على الساحة الدولية.
وعند فهم هذه الثورة الصناعية الرابعة بالشكل المناسب، فإنها توفر فرصة غير مسبوقة لخلق الثروة والحراك الاقتصادي والحلول المستقبلية لأكبر التحديات الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والرقمية في البلاد. والجانب المهم في هذا الحديث هو أنه من أجل خلق واقع مزدهر شامل للمملكة للأجيال المائة القادمة، تحتاج القيادة إلى النظر إلى ما هو أبعد بكثير من الإحصاءات والاتجاهات و”أفضل الممارسات”.
خلال فترة وجودي في المملكة العربية السعودية حتى الآن، كمتحدث في “منتدى أسبار الدولي“، شعرت بقوة بالكم الهائل الذي تمثله الإمكانات الأساسية التي يمكنها أن تحدث حراكًا ونموًّا اقتصاديين في البلاد. وهذه نتيجة مباشرة للثقافة الكثيفة التي تم غرسها في جميع مناطق المملكة العربية السعودية على مدى قرون. ونتيجة لذلك، فإن الفرصة المتاحة أمام المملكة العربية السعودية اليوم لإشراك العالم والقيادة غير مسبوقة. فما سبب ذلك؟ يمكن القول إن ذلك يعود لسببين.
السبب الأول هو أن كل قوة عالمية تقليدية أصبحت مفلسة فلسفيًّا الآن. فهذا الوضع الحالي للشؤون العالمية يوفر للمملكة فرصة فريدة ربما لن تتكرر لتطوير قيادة للمنطقة والعالم بشكل حاسم.
تشتمل الثقافة المحددة بشكل صحيح الأساطير والموضوعات والخصائص المشتركة التي تربط الأسر والمجتمعات وتشكل هذه الأمة الرائعة. فيمكن أن تتجلى الثقافة من خلال سبع مكونات يتم تعزيزها بعد ذلك عن طريق دعم العمليات والمعرفة. وكجزء من رؤية 2030، تحتاج المملكة العربية السعودية إلى تنمية مبادرة الثقافة “مائة مرة”. فالثقافة أقوى من أي قانون أو نظام معتقدات أو معرفة أو أي عملية. وهذا يجعلها محورًا رئيسيًا لمستقبل المملكة على الساحة الدولية.
أما السبب الثاني فهو العدالة الاقتصادية والقيادة الديناميكية العالمية. ففي القرن الحادي والعشرين، تحصل المملكة على فرصة واحدة فقط لترك انطباع أولي. وتمثل السنوات العشر القادمة فرصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية للظهور على الساحة الدولية. ولا يوجد بلد آخر بهذا الحجم في العالم له مثل هذا الموقع الجغرافي السياسي المهم. وبناء على ذلك، يجب أن تصبح رؤية المملكة ديموقراطية متقدمة من الناحية التقنية وواعية اجتماعيًا تقف كمنارة أمل تربط العالم في القرن الحادي والعشرين.
يجب على المملكة أن تتشارك مع القادة في الداخل والخارج (بشكل خاص) لتنقية الرواية الفلسفية للثقافة الغنية في البلاد بحيث تصبح رؤية بسيطة وواعية للغاية. فالرؤية الواضحة المؤلفة من جملة واحدة هي الطريق الوحيد لحشد الأمة والشركاء الإقليميين وراء الرسالة والقيم والاستراتيجيات المميزة ذات الصلة في القرن الحادي والعشرين.
أفضل الممارسات في القرن العشرين، والنماذج والإحصاءات التي يتم تقديمها على أنها ” تقدم” هي حكمة تقليدية قديمة – لا علاقة لها حرفيًّا بالقرن الحادي والعشرين. لذا فإن أسماء الشراكات المعروفة ليست الحل. فللمملكة إرث قوي للغاية، وكجزء من هذه الرؤية، فإننا لا نحتاج فقط إلى التخلص من شركاء الحكمة التقليديين، ولكننا أيضًا بحاجة إلى أن نتخلص من نماذج اقتصادية عفا عليها الزمن. إذًا، ماذا عسانا أن نفعل؟
تصميم استراتيجية اقتصادية سهلة الفهم: يجب على المملكة العربية السعودية التركيز على بناء خمس شركات تحقق إيرادات بقيمة 50 مليون دولار في السنوات الخمس المقبلة. ويكون ذلك ضمن صيغة 5-5-5. ويجب أن تتركز هذه الشركات ضمن 2-3 صناعات مألوفة بالنسبة للسعوديين استنادًا إلى تاريخ الأمة والحاجة الجيوسياسية المتزايدة للحراك الاقتصادي.
مرة أخرى، من الضروري أن تكون الاستراتيجية واضحة وبسيطة ومختصرة ومباشرة. ثم بمجرد أن تنفذ الدولة صيغة 5-5-5، فإنها تقوم بجلب الشركاء الاستراتيجيين والمستثمرين والأشخاص المناسبين الذين يؤمنون بما يعتقده جميع السعوديين. ولا بد من تَذَكُّر أن الرؤية تثري الرسالة، والرسالة تثري الاستراتيجيات. هذه هي الصيغة الوحيدة للشحن الفائق للمملكة العربية السعودية لتصبح منارة الفرص التي تستحقها.