“منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية” يناقش التحديات الاستراتيجية التي تواجه مراكز الفكر في استقطاب المواهب الشابة
ديسمبر 26, 2024
:تفاصيل الخبر
ناقش “منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية”، الذي اختتم فعالياته مؤخرا في مركز دبي التجاري العالمي، الاستراتيجيات الفاعلة التي يمكن أن تساعد مراكز الفكر في تحديد الجيل القادم من الباحثين وقادة الفكر ورعايتهم. إضافة إلى التحديات الاستراتيجية والتنفيذية التي تواجهها هذه المراكز عندما يتعلق الأمر باستقطابها المواهب الشابة والاحتفاظ بها.
وشارك في فعاليات المنتدى الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالشراكة مع برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا على مدى يومين 35 من رؤساء مراكز الفكر العالمية والمديرين التنفيذيين والخبراء والمحللين والتنفيذيين.
وتضمنت فعاليات خمس جلسات تناولت الجلسة الرئيسية التحديات الراهنة التي تواجه المراكز البحثية في استقطاب الباحثين الشباب وتنمية الموارد البشرية، وتبادل المشاركون في الجلسة خبراتهم وتجاربهم في كيفية تلبية احتياجات مؤسساتهم من الكوادر البحثية.
وشارك فيها كل من: معالي زكي نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، والدكتور جيمس ماغان رئيس برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا، وتوميكو إيشيكاوا المديرة العامة للمعهد الياباني للشؤون الدولية.
كما شارك في الجلسة الدكتور سمير ساران رئيس مؤسسة المراقبين للبحوث في الهند، وأندرياس كريمر مؤسس ورئيس معهد البيئة الألماني، والدكتور حمد إبراهيم العبدالله المدير التنفيذي لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة – “دراسات”، والدكتور تشارلز باول مدير المعهد الملكي الإسباني “إلكانو”.
وقبيل انطلاق أعمال الجلسة، ألقى الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ “تريندز للبحوث والاستشارات” الكلمة الترحيبية للمنتدى، موجهاً خلالها الشكر للمشاركين في المنتدى الذي ينظم على أرض الواقع، في ظل ظروف قاهرة فرضتها جائحة “كوفيد19” على العالم كله، ولكنها ألهمت العالم الكثير من العبر والدروس، ويأتي على رأسها تأكيد أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين مراكز الفكر والبحوث حول العالم في طرح الأفكار والحلول والمقاربات التي تسهم في التصدي للتحديات الحالية والمستقبلية التي تحيط بالعالم.
وأكد العلي أن مراكز الفكر والبحوث تواجه تحديات متنامية في أداء مهامها، سواء على صعيد التحليل الاستراتيجي لكم ضخم من المعلومات والبيانات المتدفقة على مدار الساعة، ومحاولة استشراف المستقبل في بيئة من اللايقين، أو على صعيد بناء واستقطاب الكوادر البحثية المؤهلة والمزودة بالمعارف والقادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة في عصر الثورة المعرفية والتكنولوجية، إلى جانب توفير مصادر التمويل التي تساعدها على مواصلة أداء رسالتها في خدمة المجتمعات وتحقيق طموحاتها في التنمية والازدهار والرخاء والسلام.
وأوضح الدكتور محمد العلي أن الشباب هم القوة الأهم الدافعة لتحقيق التنمية والازدهار في المجتمعات، ومن ثم بناء الأوطان وتعزيز ريادتها المستقبلية، كما أنهم الفئة التي تملك الإبداع والإمكانات والقدرة على إحداث التغيير الإيجابي.
ونوه العلي إلى أن تمكين الشباب في مجال البحث العلمي وتعزيز قدراتهم ومواهبهم البحثية يشكل توجهاً عالي الأهمية؛ لأن هذا المجال من أكثر المجالات التي تسهم في تعزيز نهضة المجتمعات وازدهارها، مبيناً أن تعزيز دور الشباب في البحث العلمي سيعني دعم دورهم الفاعل في بناء الأوطان وتعزيز ريادتها المستقبلية.
بدوره، استهل أعمال الجلسة الرئيسية الدكتور جيمس ماغان، رئيس برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا، مثمناً المشاركة النسائية الواسعة في “منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية”، مؤكداً أن العنصر النسائي يلعب دوراً محورياً في تنظيم هذا الحدث العالمي.
وأكد الدكتور جيمس ماغان أنه يؤمن بالدور المحوري البنّاء والمهم الذي تلعبه المراكز الفكرية والبحثية، وبرز ذلك جلياً خلال جائحة “كوفيد19” التي جعلت الدول تعيد النظر في أهمية هذه المراكز وقدرتها على مساعدة القادة ودعمهم في صناعة القرارات المعتمدة على أسس وقواعد علمية مدروسة.
من جانبه، هنأ معالي زكي نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، مركز تريندز للبحوث والاستشارات على هذا المنتدى العالمي الكبير الذي يجمع كبرى المراكز البحثية على أرض الإمارات، معتبراً المنتدى فرصة كبرى لتميكن الشباب وتنمية قدراتهم البحثية والفكرية.
أما توميكو إيشيكاوا، المديرة العامة للمعهد الياباني للشؤون الدولية، فأوضحت أن الحكومة والمراكز البحثية في اليابان تفتقر إلى سياسة التواصل المفتوح، رغم وجود جهود للتعاون ولكنها تظل بسيطة، كما أن المراكز البحثية في اليابان تفتقر إلى التطوير المهني، وتعاني عدم التقدم والتطور، مقارنة بالمؤسسات الأكاديمية.
من جهته، أكد الدكتور سمير ساران، رئيس مؤسسة المراقبين للبحوث في الهند، أن المراكز البحثية والفكرية مطالبة بتقديم عروض داعمة للمواهب الشابة، والتوسع في احتضان مواهبهم ومنحهم الفرص لتحقيق طموحاتهم، مشدداً على ضرورة أن تكون المؤسسات البحثية تقدمية وجاذبة للشباب خلال العقد المقبل، بما يواكب التطورات العالمية
في المقابل، تحدث أندرياس كريمر مؤسس ورئيس معهد البيئة الألماني في الجلسة الأولى ضمن “منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية”، عن طموحات الشباب الألماني الذي يمتلك الرغبة القوية في العمل مع المراكز البحثية، مبيناً أن المراكز الفكرية تبحث بدورها عن أشخاص مستعدين لمواجهة التحديات الآنية والمستقبلية.
وأشار إلى أن الاستثمار في المواهب الشبابية مهم ومحوري لمواجهة المخاطر وتحويل الأزمات إلى فرص، ولكن يجب أن يمتلك هؤلاء الشباب الفضول، وعليهم أن يستطيعوا مواجهة المخاطر، ويتبنّوا وجهات نظر مرنة.
إلى ذلك، قال الدكتور حمد إبراهيم العبدالله، المدير التنفيذي لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة – “دراسات” إن تمكين الشباب يُعد من أكبر التحديات التي تواجه المراكز البحثية حول العالم، مضيفاً أن مركز “دراسات” يتبنى استراتيجيات متنوعة لتمكين الشباب، سواء من خلال التوظيف أو التدريب أو تطوير مهاراتهم وتشجيعهم على طرح الحلول الإبداعية.
وذكر الدكتور تشارلز باول مدير المعهد الملكي الإسباني – “إلكانو”، أن المراكز البحثية والفكرية والمؤسسات العالمية بحاجة مستمرة إلى تجديد هرم الأجيال من خلال ضخ دماء جديدة من الشباب الذي يمتلك مهارات وقدرات عديدة؛ مثل الاتصال والتكنولوجيا، إلى جانب تطويع قدراتهم ومهاراتهم لخدمة مجتمعاتهم.
واختتم سعادة مقصود كروز مستشار الاتصال الاستراتيجي في وزارة شؤون الرئاسة، أعمال الجلسة الأولى من “منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية”، مؤكداً أن المراكز البحثية قائمة على التفكير وتحتاج إلى القدرة على الارتقاء بالأفكار الإبداعية، ولكن بعض المراكز البحثية تفكر بطريقة القفص الذي يبحث عن العصفور.
المصدر: https://alwatan.ae/?p=826908
