أكد د.توفيق السيف على الدور الإيجابي للثقافة في تحويل الحراك العام إلى حركة تنموية، والدور السلبي عندما تكون الثقافة عاملاً مثبطًا، وتحوّل المسار التنموي إلى حركة اقتصادية تتمحور حول التملك والاستهلاك.

وأشار “السيف” في ورقته العلمية التي قدمها في “منتدى التنمية الخليجي42” المُنعقد في مدينة الرياض (2-3 فبراير) وجاءت تحت عنوان: “ثقافة المجتمع.. كيف تحفز النمو الاقتصادي أو تعيقه”، إلى مفهوم الثقافة باعتبارها “المركب الذي يؤلف كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله كأعضاء في مجتمع”. وارتباطها ارتباطًا وثيقًا بالسلوك الفردي والجماعي، وبالتالي تأثيرها بشكل إيجابي أو سلبي على السلوك الاقتصادي.

وتناول من خلال ورقته العلمية الجدل المحيط بتأثير الثقافة على الاقتصاد، مع التركيز على الفرق بين الحراك الاقتصادي العام والتنمية الاقتصادية، وقدم نظرة موجزة على تاريخ النقاش حول هذه الفكرة، مستعرضًا دور ماكس فيبر وأبرز التطورات التي حدثت في النصف الثاني من القرن العشرين. حيث تراجعت مكانة الاقتصاد كمحور رئيسي في نظريات التنمية والتحديث، وأصبح التركيز أكثر على تحسين جودة الحياة البشرية.

وفي محور آخر يسأل “د.السيف” حول كيفية تأثير الثقافة على السلوك الاقتصادي؟ ثم يقدم اثنين من التطبيقات الشائعة في المجتمع العربي، وهما التصور المتشائم عن الإنسان (اعتبار الفساد طبيعة أصلية في الإنسان)، وهيمنة التفسير الأسطوري/السحري لحركة العالم والناس.

وفيما يتعلق بالعلاج، يركز البحث على دور التعليم والتحديات المحيطة به في الواقع العربي، ويحدد النقاط التي يوصى بالتركيز علها في سياق معالجة الثقافة المثبطة.

وفي ختام مشاركته، أعرب الدكتور توفيق السيف عن أمله في أن يتمكن من لفت انتباه القراء والزملاء لمناقشة هذا الموضوع وتعميق فهمه، وأن يكون قد استطاع تسليط الضوء على أسئلة مهمة تتعلق بالتأثير الثقافي على النمو الاقتصادي.