بتنظيم مركز أسبار…انطلاق فعاليات منتدى التنمية الخليجي (42) في الرياض، بمشاركة نخبة من المفكرين والخبراء من دول الخليج الست
ديسمبر 23, 2024
:تفاصيل الخبر
بتنظيم من مركز أسبار، انطلقت اليوم الجمعة فعاليات منتدى التنمية الخليجي لأول مرة في العاصمة الرياض، وذلك في دورته الـ 42 تحت عنوان “دور المعرفة والثقافة في تعزيز التنمية في دول مجلس التعاون ” حيث يشارك في جلساته عدد من الأكاديميين والمفكرين من أعضاء المنتدى وحضره عدد من المهتمين من جميع دول مجلس التعاون.
وقد افتُتِح المنتدى بكلمة رئيس مجلس الإدارة د. سعد الزهراني التي شكر فيها النخبة من أبناء المنطقة التي تبنت تأسيس المنتدى في العام 1979 وساهمت في استمراره كأحد المنابر العلمية والتنويرية المستقلة التي تجمع النخبة المهتمة بقضايا التنمية ويقوم بنشر ما يدور في هذا اللقاء ليكون متاحا للباحثين والمهتمين بقضايا التنمية وصناع القرار، مشيرا إلى اختيار اللقاء الـ 42 لتكريم أحد مؤسسيه المرحوم شملان العيسى الذي كان أحد الأعضاء الفاعلين في المنتدى ولم ينقطع حضور لقاءاته حتى وهو يعاني المرض.
وفي كلمته عبَّر رئيس مركز أسبار الدكتور فهد العرابي الحارثي عن اعتزازه ومركز أسبار بالمساهمة في تنظيم الدورة الـ 42 للمنتدى في مدينة الرياض لأول مرة، حيث تم التنسيق من البداية من قبل القائمين على المنتدى لعقده في مدينة الرياض بدافع الحماس والاعتداد بالخطوات التي قطعتها المملكة في المجال التنمية في مختلف الأصعدة، مؤكدا على أهمية ان يكون لهذه الكوكبة من المفكرين المنضويين تحت لواء منتدى التنمية وجود في تجربة المملكة العربية السعودية التنموية مؤخراً، مشيرا إلى أن من محاسن الصدف أن ينعقد المنتدى بالتزامن مع ذكرى مرور 30 سنة على إنشاء مركز أسبار في العام 1994.
تلى ذلك تكريم الكاتب الكويتي والناشط السياسي الراحل شملان العيسى أحد مؤسسي المنتدى بدرع المنتدى نظير دوره في تأسيس المنتدى والمساهمة في استمراره، كما جرى في الافتتاح تكريم مركز أسبار بدرع المنتدى.
كما ألقى مدير المشروع الدكتور خالد الجابر كلمةً أكد فيها على أهمية موضوع هذه الدورة قائلًا: يشكل موضوع الثقافة والتنوع الثقافي في علاقتهما العميقة بقضايا التنمية أحد أبرز المواضيع الراهنة التي تستأثر اهتمام الباحثين في الغرب وأنه لا يمكن تحقيق التطور التكنولوجي والصناعي دون تحقيق تنمية ثقافية تستهدف الإنسان.
وفي اليوم الأول أثري المنتدى بعدد من الجلسات والأوراق العلمية التي ركزت على دور المعرفة والثقافة في تعزيز التنمية في دول مجلس التعاون، حيث بدأت الجلسة الأولى بإدارة د.محمد الرميحي ومشاركة الدكتورة أمينة الحجري ود. محمد الكواري قدمت فيها د. أمينة الحجري ورقة علمية بعنوان ” آليات التأثير المعرفي في المجتمعات الخليجية وإدارة التحولات الاجتماعية” ناقشت فيها التغييرات والتحولات الاجتماعية ببعديها السلبي والإيجابي وتبعاتها على المجتمع والأسرة والمرأة والشباب، فذكرت أن العالم اليوم يشهد تحولات وتغييرات متسارعة ومنطقة الخليج ليست بمعزل عن ذلك لكن الخصوصية التي تتمتع بها منطقة الخليج قد لا تنطبق على كثير من التكتلات الأخرى في العالم العربي، متسائلة هل نحن قادرين ومستعدين لإدارة هذه التحولات الاجتماعية التي بلا شك أنها سنة من سنن الحياة.
كما تناول د. محمد الكواري في ورقته “تموضع المعرفة والثقافة بين غايات التنمية وتحدياتها” فأكد على أن المعرفة من أهم روافد الثقافة فالقدرة على اكتساب المعرفة والاحتفاظ بها واستخدامها بطرق إبداعية ومبتكرة هي القاطرة الرئيسية للتقدم بغض النظر عن المجال.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها د. عبد الله القويز وشارك فيها د.. توفيق السيف و د. حسن مدن، أوضح د.السيف من خلال ورقته التي جاءت بعنوان “ثقافة المجتمع. كيف تحفز النمو الاقتصادي أو تعيقه ” دور الثقافة العامة في تحفيز أو تثبيط النمو الاقتصادي، مستعرضا الجدل الخاص بمعنى تأثير الثقافة على الاقتصاد لكون النقاش في هذه القضية حديث نسبيًّا، وقد ركزت الورقة على دور التعليم والإشكالات الخاصة به في العالم العربي، بدوره شدّد د. حسن مدن في ورقته التي حملت عنوان “إصلاح المنظومة التعليمية كشرط للتنمية في مجتمع المعرفة: تدريس مادة الفلسفة في دول الخليج العربي مثالًا” على ضرورة تدريس مادة الفلسفة في المدارس لما لها من نتائج سوف تنعكس إيجابيًّا على التلميذ من زاوية تنمية شخصيته وتدريبه على التفكير الناقد وحتى لا يكون لا يكون التلميذ متلقيًا فقط.
وفي الجلسة الثالثة بإدارة د. موضي الحمود ومشاركة د. يعقوب الكندري ود. محمد جرش تحدث د.الكندري عن التحديات التي تواجه المجتمعات العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص فذكر أن من أبرز تلك التحديات هي ما يتعلق بالأوعية البحثية والنشر العلمي والمراكز البحثية غير الفاعلة والمحتوى الثقافي الرقمي والواقع الثقافي وخَلُصت الورقة إلى أنه لا مجال لأن نرقى بالمستوى الثاني دون برامج ثقافية فاعلة
فيما تحدث د.محمد بن جرش عن التنمية الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة مستعرضًا مسيرة دولة الإمارات وما رافقها من تحولات لم تقتصر على الجانب المادي وحده بل تجاوزته إلى الجانب الثقافي والإنساني عن طريق النهوض بالتعليم وإنشاء المؤسسات التعليمية الجديدة التي عززت الحركة الثقافية وأسهمت في تطويرها وتحفيزها.
ويختتم المنتدى فعالياته غداً السبت حيث يتضمن الختام مناقشات عامة وختامية، واجتماع الجمعية العمومية للأعضاء.
